ما هي علامات وأعراض مرض السكري؟

هل تراودك شكوك بأن داء السكري قد بدأ بالتسلل إليك؟ سواء كنت أنت المعني، أو أحد أفراد أسرتك، أو أحد أصدقائك، فإن ملاحظة بعض الأعراض لا تعني بالضرورة الإصابة بالمرض، لكنها تستدعي الانتباه والتريث.

تابع القراءة لتتعرّف على أبرز العلامات والأعراض المرتبطة بمرض السكري — فالكشف المبكر قد يُحدث فارقًا كبيرًا في إدارة الحالة والحدّ من مضاعفاتها.

ما هي أنواع مرض السكري المختلفة؟

الأنواع الأكثر شيوعًا من مرض السكري هي: النوع الأول، النوع الثاني، وسكري الحمل.

السكري من النوع الأول

داء السكري من النوع الأول هو حالة مناعية ذاتية مزمنة تمنع البنكرياس من إفراز الإنسولين، وهو هرمون أساسي لتنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. كان يُعرف سابقًا بسكري الأحداث أو السكري المعتمد على الإنسولين، ويُعد نتيجة لاستجابة مناعية ذاتية، مما يستدعي العلاج اليومي بالإنسولين الصناعي للحفاظ على الصحة.

ما هي أعراض السكري من النوع الأول؟

عادةً ما تبدأ أعراض السكري من النوع الأول بشكل خفيف وتزداد تدريجيًا في الشدة خلال عدة أيام أو أسابيع أو أشهر، وذلك لأن البنكرياس يقلل تدريجيًا من إنتاج الإنسولين.

تشمل أعراض مرض السكري من النوع الأول ما يلي:

• العطش الشديد.
• التبول المتكرر.
• الجوع الزائد.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• التعب.
• تشوش الرؤية.
• بطء التئام الجروح والتقرحات.
• التهابات الخميرة المهبلية.

السكري من النوع الثاني

داء السكري من النوع الثاني (T2D) هو حالة مرضية مزمنة ترتفع فيها مستويات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي - غالبًا ما تتجاوز 126 ملغ/ديسيلتر. يحدث هذا عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل صحيح أو لا ينتج البنكرياس ما يكفي منه.

 يُعد داء السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا من النوع الأول، ويصيب حوالي 6.3% من السكان، معظمهم ممن تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، ولكنه يُلاحظ بشكل متزايد لدى الشباب وحتى الأطفال.

أعراض السكري من النوع الثاني تشمل:

• العطش المتزايد (العطاش).
• التبول المتكرر.
• زيادة الشهية.
• التعب.
• بطء التئام الجروح أو التقرحات.
• وخز أو تنميل في اليدين أو القدمين.
• تشوش الرؤية.
• جفاف الجلد.
• فقدان الوزن غير المبرر.
  
  

سكري الحمل

نوع من ارتفاع سكر الدم يظهر أثناء الحمل، عادةً بين الأسبوع 24 إلى 28. ينتج عن تغيّرات هرمونية تؤثر على كيفية استخدام الجسم للإنسولين. يمكن السيطرة على معظم الحالات من خلال النظام الغذائي والتمارين، لكن بعض الحالات قد تتطلب إنسولين. مع المتابعة الجيدة أثناء الحمل، تبقى صحة الأم والجنين في وضع جيد.

ما هي أعراض سكري الحمل؟

تكون أعراض سكري الحمل خفيفة وغالبًا غير موجودة تمامًا، ما يجعله مختلفًا عن النوعين الأول والثاني اللذين يملكان أعراضًا أوضح.
قد تظهر بعض الأعراض مثل التعب، التبول المتكرر، العطش الزائد، الغثيان أو القيء، لكنها لا تكون شديدة بما يكفي لإثارة القلق لدى الأم.

أنواع أخرى من السكري:

• سكري النضج المبكر لدى الشباب (MODY): سببه طفرة جينية وراثية، ويظهر عادة قبل سن 25.
  
  
• سكري حديثي الولادة: يُشخّص قبل عمر ستة أشهر، لا يعود لسبب مناعي ذاتي، ويختلف عن النوع الأول.
  
  
• متلازمة وولفرام: اضطراب جيني نادر يتضمن السكري ويُعالج كالنمط الأول.
  
  
• متلازمة ألستروم: متلازمة جينية تتضمن عدة مظاهر، من بينها السكري.
  
  
• السكري الكامن المناعي في البالغين (LADA): مزيج بين النوع الأول والنوع الثاني، ويُعرف أحيانًا بالنوع 1.5.
  
  
• السكري من النوع 3سي: يحدث بسبب تلف البنكرياس نتيجة أمراض مثل سرطان البنكرياس أو التليف الكيسي.
  
  
• السكري الناتج عن الستيرويدات: يظهر لدى بعض الأشخاص نتيجة استخدام الكورتيزونات، خاصةً ممن لديهم قابلية للإصابة بالنوع الثاني.
  
  
• سكري التليف الكيسي: شائع لدى المصابين بالتليف الكيسي، ويجمع بين خصائص النوعين الأول والثاني.
  
  
• السكري أحادي الجين: ناتج عن طفرة في جين واحد، ويمكن في بعض الحالات التحكم فيه بالأدوية الفموية بدلًا من الإنسولين.
  
  
• السكري الهش (Brittle Diabetes): شكل شديد من النوع الأول يتسم بتقلبات حادة في سكر الدم، وغالبًا ما يتطلب دخول المستشفى.

كل نوع من هذه الأنواع له أسبابه وخصائصه المميزة، ويتطلب غالبًا تشخيصًا دقيقًا واستراتيجيات علاج مخصصة.

ما هي الأعراض الأكثر شيوعًا؟

تجربة كل شخص مع السكري فريدة من نوعها. قد تظهر عليك أعراض غير مذكورة، أو قد تختلف شدة الأعراض لديك عن غيرك.

 

ومع ذلك، تشمل العلامات الأكثر شيوعًا:

• زيادة الشهية.
• العطش المتزايد.
• فقدان الوزن.
• التبول المتكرر.
• تشوش الرؤية.
• تعب شديد.
• تقرحات لا تلتئم.

ما هي العلامات المبكرة لمرض السكري؟

زيادة الشهية:

في غياب الإنسولين، لا تستطيع الخلايا امتصاص الجلوكوز، ما يجعل الجسم يطلب المزيد من الطعام للحصول على الطاقة.

التعب:

انخفاض الإنسولين يعني انخفاض الطاقة، لذلك قد تشعر بإرهاق غير معتاد.

التبول المتكرر:

ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يجهد الكلى، مما يؤدي إلى زيادة التبول وفقدان السوائل.

العطش الزائد:

بسبب كثرة التبول، يفقد الجسم الكثير من السوائل، ما يؤدي إلى شعور دائم بالعطش.

جفاف الفم والجلد:

فقدان السوائل أو الجفاف يسبب جفاف الفم وحكة وجفاف الجلد.

تشوش الرؤية:

اختلال توازن السوائل يؤدي إلى انتفاخ عدسات العين، مما يؤثر على وضوح الرؤية.

فقدان الوزن غير المبرر:

عندما لا يعود الجلوكوز متاحًا كمصدر للطاقة، يبدأ الجسم بحرق الدهون والعضلات بدلًا منه.

أعراض السكري حسب الفئة العمرية والجنس

السكري لا يظهر بنفس الطريقة لدى الجميع — فالأعراض قد تختلف باختلاف العمر والجنس.

أعراض السكري لدى الرجال

بالإضافة إلى الأعراض العامة للسكري، قد يعاني الرجال من:

• انخفاض في الرغبة الجنسية.
• ضعف الانتصاب.
• ضعف في الكتلة العضلية.

أعراض السكري لدى النساء

النساء المصابات بالسكري قد تظهر عليهن أعراض مثل:

• جفاف مهبلي.
• التهابات المسالك البولية.
• التهابات الخميرة.
• جفاف الجلد وحكّته.

أعراض السكري لدى الأطفال والمراهقين

في النوع الأول من السكري:

قد تتراوح الأعراض من غياب تام لأي علامات واضحة، إلى حالة خطيرة تُعرف بـ"الحماض الكيتوني السكري (DKA)". وتشمل الأعراض الشائعة لدى الأطفال:

• التبول المتكرر.
• العطش الشديد.
• فقدان الوزن بسبب ارتفاع مستويات السكر.
• الأعراض الأخرى المحتملة: التعب، تشوش الرؤية، والغثيان.

في النوع الثاني من السكري:

تختلف الأعراض بشكل كبير. بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم أي علامات، بينما قد يُصاب آخرون بارتفاع شديد في سكر الدم أو الحماض الكيتوني، والذي غالبًا ما يُكتشف خلال الفحوصات الروتينية.

الوقاية من السكري: نصائح للسيطرة على صحتك

يُعد تغيير نمط الحياة أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من داء السكري، وخاصةً للأفراد الأكثر عرضة للإصابة به، بمن فيهم من يعانون من زيادة الوزن، وارتفاع الكوليسترول، أو تاريخ عائلي للإصابة.

 قد تمنع خيارات نمط الحياة الصحية أو تؤخر ظهور داء السكري لدى الأفراد الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري. لم يفت الأوان بعد للعناية بصحتك لتجنب المضاعفات لاحقًا.

إدارة الوزن

يُعدّ إنقاص الوزن استراتيجيةً أساسيةً للوقاية من داء السكري من النوع الثاني. وتوصي الجمعية الأمريكية للسكري الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري بخفض وزن الجسم بنسبة تتراوح من 5%  إلي 7% لتقليل خطر الإصابة به بشكل كبير.

زيادة النشاط البدني

النشاط البدني المنتظم يقدم فوائد صحية متعددة، بما في ذلك:

• إدارة الوزن.
• تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم.
• تعزيز حساسية الجسم للأنسولين.
• تحسين اللياقة القلبية والوعائية.

توصيات للتمارين الرياضية:

• النشاط الهوائي: (مثل المشي السريع، ركوب الدراجات، السباحة).
• تمارين القوة: القيام بتمارين القوة لجميع مجموعات العضلات الرئيسية مرتين على الأقل في الأسبوع لتحسين كتلة العضلات ووظائف الأيض.
• تمارين التوازن: بالنسبة لكبار السن، يمكن أن تساعد تمارين التوازن 2-3 مرات في الأسبوع على تقليل خطر السقوط وتحسين الاستقرار.
• فترات راحة من الجلوس: لتعزيز التحكم في مستويات السكر في الدم، يجب أن يهدف الأفراد إلى تقليل فترات الجلوس من خلال الوقوف أو المشي لبضع دقائق كل 30 دقيقة.
  
  

تعديلات غذائية لزيادة تناول الألياف

النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية يوفر العناصر الغذائية الأساسية والألياف، التي تساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم وإدارة الوزن. تعزز الأطعمة الغنية بالألياف الشبع، و تبطئ امتصاص السكر، وتحسن مستويات الدهون في الدم. تشمل مصادر الألياف الموصى بها:

• الفواكه (مثل الطماطم، الفلفل، الفواكه الشجرية)
• الخضروات غير النشوية (مثل الخضروات الورقية، البروكلي، القرنبيط)
• البقوليات (مثل الفاصوليا، العدس، الحمص)
• الحبوب الكاملة (مثل الكينوا، الأرز البني، الشوفان الكامل)
  
  

إدخال الدهون الصحية

يُسهم تناول الدهون الصحية، وخاصةً الدهون غير المشبعة، في تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم ودعم صحة القلب والأوعية الدموية. تشمل مصادر الدهون الصحية ما يلي:

• الزيوت النباتية (مثل زيت الزيتون، الكانولا، عباد الشمس، وزيت العصفر)
• الأفوكادو
• المكسرات والبذور (مثل اللوز، بذور الكتان، بذور عباد الشمس)
• الأسماك الدهنية (مثل السلمون، الماكريل، السردين، التونة)
  
  

تجنب الحميات الرائجة وتعزيز عادات الأكل الصحية المستدامة

قد تُؤدي الحميات الغذائية الرائجة (مثل الكيتو، والباليو، والحميات القائمة على المؤشر الجلايسيمي) إلى فقدان الوزن على المدى القصير، إلا أنها تفتقر إلى أدلة قوية على فعاليتها في الوقاية من داء السكري على المدى الطويل. أما النهج الأكثر استدامة، فيتمثل في اتباع نظام غذائي متوازن يُمكن الحفاظ عليه على المدى الطويل. وينبغي أن تُركز استراتيجيات التغذية الصحية على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والتحكم في كميات الطعام.

أدوية السكري وحقن GLP-1: خيارات فعّالة لتنظيم سكر الدم وفقدان الوزن

مونجارو (Mounjaro)

يُستخدم موجارو (تيرزيباتيد) لعلاج داء السكري من النوع الثاني، حيث يُساعد على خفض مستويات السكر في الدم، كما يُساعد على إنقاص الوزن.

كيف يعمل مونجارو؟

آلية عمل مونجارو تتضمن محاكاة هرمون طبيعي في الجسم يُسمى GLP-1 الذي:

• يُحفّز إنتاج الإنسولين من البنكرياس.
• يقلّل من إنتاج السكر في الكبد.
• يُبطئ عملية الهضم.
• يساعد في التحكم في الشهية وتناول الطعام.

مكونات مونجارو:

• المكون الفعّال: تيرزيباتيد
• المكونات غير الفعّالة: كلوريد الصوديوم، فوسفات الصوديوم ثنائي القاعدة (الهيبتاهيدرات)، والماء للحقن. قد تمت إضافة محلول حمض الهيدروكلوريك و/أو محلول هيدروكسيد الصوديوم لتعديل الرقم الهيدروجيني.

قبل استخدام هذا الدواء:

 

يجب عليك عدم استخدام هذا الدواء إذا كنت:

• تعاني من حساسية تجاه التيرزيباتيد، مونجارو، زيبباوند، أو أي من المكونات الموجودة في الأقلام أو القوارير.
• لديك تاريخ شخصي أو عائلي من سرطان الغدة الدرقية النخاعي.
• لديك تاريخ من الأورام الصماء المتعددة من النوع 2.

أخبر طبيبك إذا كنت قد مررت بأي من الحالات التالية:

• مشاكل في البنكرياس أو الكلى.
• تأخر إفراغ المعدة (الغاستروباريزيس).
• اعتلال الشبكية السكري.
• تحضير لإجراء عملية جراحية مع تخدير.

الحمل والرضاعة:

• من غير الواضح ما إذا كان مونجارو يؤثر على الأجنة. أخبِرِ مقدّم الرعاية الصحية إذا كنتِ حاملاً أو تخططين للحمل.
• قد يقلل من فعالية حبوب منع الحمل — يُوصى باستخدام وسائل بديلة.
• من غير المعروف إذا كان يمر في حليب الأم — استشيري مقدّم الرعاية الصحية الخاص بك.

معلومات جرعة مونجارو

الجرعة الأولية: 2.5 مجم مرة أسبوعياً (حقن تحت الجلد)

تُستخدم هذه الجرعة الابتدائية لمساعدة الجسم على التكيف مع الدواء. لا تتحكم هذه الجرعة في مستويات السكر في الدم بمفردها.

بعد 4 أسابيع: زيادة الجرعة إلى 5 مجم مرة أسبوعياً

هذه هي الجرعة الفعّالة الأولى لخفض مستويات السكر في الدم.

إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من التحكم: قم بالزيادة إلى 7.5 ملغ مرة واحدة أسبوعيًا (بعد 4 أسابيع من تناول 5 ملغ)

تُستخدم هذه الجرعة لتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم عندما لا تكون جرعة 5 مجم كافية.

بعد أربعة أسابيع من جرعة 7.5 ملغ: يتم زيادتها إلى 10 ملغ مرة واحدة أسبوعيًا.

توفر هذه الجرعة دعماً أقوى للتحكم في مستويات السكر في الدم وإدارة الوزن عندما لا تكون الجرعات الأقل كافية.

الجرعة القصوى: 12.5 مجم مرة أسبوعياً

هذه هي أعلى جرعة معتمدة لتحقيق أفضل تحكم في مستويات السكر في الدم وإدارة الوزن.

2. اوزمبك (Ozempic)

اوزمبك (سيماجلوتايد) حقنة أسبوعية للبالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني. يساعد على خفض سكر الدم (A1C)، ويدعم فقدان الوزن، ويقلل من مخاطر مضاعفات القلب والكلى. 

يعمل عن طريق محاكاة هرمون GLP-1 لتعزيز الإنسولين، وإبطاء عملية الهضم، وخفض سكر الكبد، والتحكم في الشهية.

كيف يعمل اوزمبك؟

آلية عمل اوزمبك تتضمن محاكاة هرمون طبيعي في الجسم يسمى GLP-1، والذي:

• يُعزز إنتاج الإنسولين.
• يُقلل من السكر الذي ينتجه الكبد.
• يُبطئ عملية الهضم.
• يُقلل من الشهية.

مكونات اوزمبك:

• المكون الفعّال: سيماجلوتايد
• المكونات غير الفعّالة: فوسفات ثنائي الصوديوم ثنائي الهيدرات، البروبيلين جليكول، الفينول، والماء للحقن.

الآثار الجانبية لأوزمبك:

أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لأوزمبك هي:

• الغثيان (16% إلى 20%)
• الإسهال (8% إلى 9%)
• شارك هذه التدوينة