أفضل 5 أدوية لعلاج الاكتئاب وما الفرق بين الاكتئاب والحزن؟

الاكتئاب ليس حُزنًا مستمرًا لفترة طويلة فحسب، بل قد يتخلّل الاكتئاب كل أنشطة المرء اليومية، إذ يجد نفسه فاقدًا للشغف والمتعة تجاه الأشياء التي كانت تُمتِعه سابقًا، كما أنّ مشاعر الذنب واليأس لا تكاد تفارِق وجدانه، بل ربّما امتدّ أثر الاكتئاب إلى النوم والشهية أيضًا، فهل من الممكن علاج الاكتئاب دون أدوية؟ وما أفضل الأدوية المُستخدَمة لعلاج الاكتئاب؟

ما الفرق بين الاكتئاب والحُزن؟

الاكتئاب مُختلِف عن الحُزن، فهو ليس مُجرّد حزن عميق، بل اضطراب نفسي يُؤثِّر في كافة مناحي الحياة الشخصية، فلا يجد المرء مُتعته ولا شغفه في أي شيءٍ يفعله كما كان في السابق، فما هي تصرفات مريض الاكتئاب؟:

• الحُزن.
• الإحساس بالذنب واليأس وانعدام القيمة.
• الإحباط.
• صعوبة النوم والتركيز.
• تغيّرات في الشهية والوزن؛ زيادةً أو نقصًا.
• نقص طاقة الجسم.
• فقدان الاهتمام بالهوايات التي كُنت تستمتع بها سابقًا.

أمّا الحُزن فليس اضطرابًا نفسيًا، بل مشاعر طبيعية يمرّ بها أي شخص من وقتٍ لآخر، وغالبًا ما تعقب بعض الأحداث العصيبة التي يمرّ بها المرء، مثل:

• فقدان شخص عزيز.
• فقد الوظيفة أو مصدر الدخل.
• الطلاق.
• المشكلات الماليّة.
• الفشل في اجتياز الاختبار.

ومع ذلك، فالحزين يجد راحته غالبًا مع البكاء أو مناقشة ما يحزِنه مع الآخرين، والحزن يزول عادةً بمرور الوقت، أمّا لو أصبح الشخص غير قادر على استئناف أنشطته الحياتية المُعتادة، فقد يكون هذا دليلًا على الاكتئاب.

تشخيص الاكتئاب

يعتمد تشخيص الاكتئاب على الأعراض الواضحة على الشخص واستمراريتها؛ إذ يُشخَّص الاكتئاب، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5" وفق وجود الأعراض التالية:

• الشُعور المستمر بالحُزن أو الفراغ أو اليأس.
• انخفاض الشعور بالمتعة وكذلك الاهتمام بمعظم أنشطتك المُعتادة.
• تغيّرات في الشهية والوزن.
• النوم أكثر أو أقل بكثير من المُعتاد.
• التململ الجسدي الملحوظ (مثل فرك اليدين أو التململ في المقعد)، أو بطء الحركة الجسدية.
• الإرهاق وانخفاض طاقة الجسم.
• الإحساس بالذنب أو انعدام القِيمة.
• صعوبة التركيز أو اتّخاذ قرارات.
• أفكار منتظمة عن الموت أو الانتحار، سواء مع التخطيط للانتحار أم لا.

لكن للتشخيص يجب أن تستمرّ أعراض الشُعور بالحُزن وفقدان الشغف في الأنشطة المُعتادة لمُدّة أسبوعين على الأقل، كما يجب أن تكون مصحوبة أيضًا بخمسة أعراض أخرى شائعة للاكتئاب مما سبق ذكرها.

هل يمكن علاج الاكتئاب دون أدوية؟

الأدوية ليست الطريقة الوحيدة المتبعة في علاج الاكتئاب والقلق، بل ربّما يمكن علاج الاكتئاب بدون دواء في بعض الأحيان؛ إذ من طرق علاج الاكتئاب غير الدوائية:

1. ممارسة التمارين الرياضية

تساعِد ممارستها بانتظام على علاج الاكتئاب، فهي لا تعزّز مستويات السيروتونين والإندورفينات فحسب، بل تحفّز نمو خلايا واتصالات عصبية جديدة في الدماغ، ويُفضّل ممارسة التمارين الهوائية لمدة 30 - 60 دقيقة يوميًا أغلب أيام الأسبوع.

2. التغذية الصحيّة

الأكل الجيّد ضروري للصحة النفسية كما هو ضروري للصحة الجسدية، وإنّ تناول وجبات صغيرة متوازنة على مدار اليوم، يساعد على الحفاظ على طاقتك، وتقليل تقلّبات المزاج.

3. النوم جيدًا

للنوم تأثير كبير على مزاج الإنسان، فعندما لا تحصل على كفايتك من النوم، فإنّ أعراض الاكتئاب تكون أسوأ عادةً، كما قد تزداد تقلّبات المزاج، والشُعور بالتعب، لذا احرص على النوم 7 - 9 ساعات كل ليلة.

4. تقليل التوتر

التوتر الزائد الذي قد يصِيبك لأي سبب كان من الأمور التي قد تزيد الاكتئاب، وربّما تجعلك أكثر عُرضةً للاكتئاب في المستقبل، لذا حدّد الأمور التي تُسبّب لك التوتر، مثل عبء العمل الزائد أو العلاقات المؤذية، وابحث عن طريق لتقليل تأثيرها عليك.

5. الدعم الاجتماعي

كُلّما زادت علاقاتك الاجتماعية، قلّت عُزلتك، والعُزلة من أخطر العوامل التي قد تُسبِّب الاكتئاب، لذا ابق على اتصال منتظم مع أصدقائك وعائلتك، وربّما يمكنك الانخراط في عمل تطوعي لتعزيز علاقاتك الاجتماعية.

طرق العلاج النفسي للاكتئاب

قد لا تنجح الطرق السابقة في علاج الاكتئاب الحاد، وهُنا قد يبدأ الطبيب في استخدام طرق العلاج النفسي -ربّما إلى جانب الأدوية- للمساعدة على تخفيف الاكتئاب وعلاجه.

ويهدف هذا النوع من العلاج  إلى مساعدة الشخص على فهم أفكاره ومشاعره وأفعاله، وإجراء تغييرات على العادات أو أنماط التفكير السلبية إذا لزم الأمر، وهذا قد يستغرق عدّة جلسات.

وثمّة ستة أنواعٍ من العلاج النفسي للاكتئاب:

1. العلاج المعرفي

يكمن جوهر العلاج المعرفي في أنّ الأفكار تؤثر في العواطف، فمثلًا إذا اخترت البحث عن الجانب المشرِق في كل ما تمرّ به، فمن المرجّح أن تشعر بالرضا، على عكس ما إذا ركّزت فقط على الجانب السلبي.

لذا يساعد العلاج المعرفي الشخص على تعلّم كيفية تحديد أنماط التفكير السلبية وتحويلها إلى أفكارٍ أكثر إيجابية، ومِنْ ثمّ تحسين الحالة المزاجية المتدهورة بسبب الاكتئاب.

2. العلاج السلوكي

في حين يركّز العلاج المعرفي على الأفكار السلبية، فإنّ العلاج السلوكي -كما يتضح من اسمه- يركّز على تغيير السلوكيات التي تُؤثِّر في العواطف، وقد يتضمّن مساعدة الشخص على المشاركة في أنشطة تعزّز الإحساس بالعافية والسواء النفسي.

3. العلاج المعرفي السلوكي

تجمع بين الطريقتَين السابقتَين؛ إذ يركِّز العلاج المعرفي السلوكي على معالَجة أنماط التفكير السلبية والسلوكيات التي تُسهِم في الاكتئاب.

فمثلًا قد يطلب منك الطبيب الاحتفاظ بمذكّرات لتتبّع أحداث الأسبوع وأي ردود أفعال سلبية لك تجاهها، فالاستجابات السلبية المعتادة ليست سوى نمط واحد من أنماط التفكير، التي يمكن علاجها في أثناء جلسات العلاج المعرفي السلوكي.

وبمُجرّد أن تعلم كيفية التعرّف على أنماط استجابتك، ستعمل مع طبيبك على تعلُّم طرق جديدة للتفكير والاستجابة بما يؤدي في النهاية إلى التخلّص من الاكتئاب.

4. العلاج النفسي الديناميكي

ويُعرَف أيضًا بالعلاج التحليلي النفسي؛ إذ يُفترَض أنّ الاكتئاب قد يحدث بسبب صراعات غير محلولة -عادة ما يكون المرء غير واعٍ بها- والتي تنشأ غالبًا منذ الطفولة.

وهُنا يهدف العلاج في أن يُصبِح المريض أكثر وعيًا بمشاعره الكاملة، بما في ذلك المشاعر المتناقِضة والمُثيرة للقلق، ومساعدته على تحمّل هذه المشاعر بشكلٍ أكثر فاعلية.

كيف تعالِج الأدوية الاكتئاب؟

الأدوية مفيدة في علاج الاكتئاب الحاد عند الرجال والنساء على حدٍ سواء، وهي الجناح الثاني لعلاج الاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي؛ إذ يصف الأطباء مضادات الاكتئاب، لتخفيف الأعراض.

لكن ينبغي أن تعلم أنّ أدوية الاكتئاب قد لا تعمل على الفور، بل قد يستغرق الأمر 4 - 8 أسابيع حتى تلحظ تحسُنًا في حالتك المزاجية، ومع ذلك فإنّ الأعراض الأخرى للاكتئاب، مثل تغيّرات الشهية أو نقص الطاقة، تتحسّن قبل أن يتحسّن المزاج.

ومن أشهر أنواع أدوية الاكتئاب الموصوفة:

1. مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

تعمل هذه الأدوية على تنظيم وزيادة كمية السيروتونين النشِط (هرمون السعادة) في الدماغ، وهذه الأدوية هي الخيار العلاجي الأوّل للاكتئاب.

2. مثبّطات استرداد السيروتونين-النورإيبينفرين (SNRIs)

تُنظِّم هذه الأدوية هرمونَي السيروتونين والنورأدرينالين، وغالبًا ما تُوصَف مع غياب الاستجابة المطلوبة مع مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

كذلك فإنّ هذا النوع من الأدوية مفيد في تخفيف أعراض الاكتئاب الجسدية، مثل الألم الجسدي والإرهاق.

3. مثُبّطات استرداد النورإيبينفرين-الدوبامين (NDRIs)

تُنظِّم هرمونَي النورأدرينالين والدوبامين (هرمون السعادة أيضًا)، وقد يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية للتغلب على المشكلات المرتبطة بالصحة الجنسية والشهوة بسبب الاكتئاب.

أدوية علاج الاكتئاب من الصيدلية

ثمّة بعض الأدوية الفعالة التي تساعد على علاج الاكتئاب، منها:

1. انتابرو

انتابرو 10 ملجم 30 قرص دواء فعّال في علاج الاكتئاب؛ إذ يحتوي على المادة الفعالة "سيتالوبرام"، أحد مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومِنْ ثَمّ يساعد على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ.

كما يُستخدَم دواء انتابرو أيضًا في علاج:

• اضطراب القلق الاجتماعي.
• اضطراب الوسواس القهري.
• اضطراب القلق العام.

2. بريستيك

بريستيك 50 مجم لعلاج الاكتئاب الحاد 30 قرص؛ إذ يحتوي على المادة الفعالة ديسفينلافاكسين، أحد مثبّطات استرداد السيروتونين-النورإبينيفرين، وتتميّز بأنّها ممتدة المفعول، وتُستخدَم لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد.

3. ميرزاجين

ميرزاجين 15 مجم 30 قرص دواء لعلاج الاكتئاب، يحتوي على المادة الفعالة ميرتازيبين، التي تعزِّز نشاط السيروتونين والنورأدرينالين، لكنها قد تكون أخف في بعض الآثار الجانبية، مقارنةً بأدوية الاكتئاب الأخرى، مثل المشكلات الجنسية أو الاضطرابات الهضمية، كما أنّها قد تكون مفيدة للمُكتئِبِين الذين يُعانُون الأرق أو صعوبة النوم.

4. ايفكسور اكس آر

يتوافر ايفكسور اكس آر لعلاج الاكتئاب بتركيز:

- 75 مجم

- 150 مجم

ويحتوي الدواء على المادة الفعالة فينلافاكسين، أحد مثبّطات استرداد السيروتونين-النورإبينيفرين، ومِنْ ثَمّ يُستخدَم في علاج:

• اضطراب الاكتئاب الشديد.
• اضطراب القلق العام.
• اضطراب الوسواس القهري.
• اضطراب ما بعد الصدمة.

5. قومود

أمّا دواء قومود فمُختلِف عمّا سبق؛ إذ يحتوي على مستخلصات طبيعية تساعد على تخفيف الاكتئاب العابِر:

• مستخلص نبتة سانت جون: تساعد على زيادة مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ.
• مستخلص الكوهوش الأسود: يُسهِم في تخفيف أعراض الاكتئاب المرتبطة بالتغيّرات الهرمونية عند السيدات.