أصعب مراحل الزهايمر وكيف تتعامل مع المريض خلالها؟
يتجدّد اليوم العالمي للزهايمر مع وجود نحو 50 مليون إنسان حول العالم يُعانُون الخرف، وقد بلغ بعضهم بالفعل أصعب مراحل الزهايمر، التي بلغ معها النسيان حدًا بعيدًا، فبات لا يتذكّر أُسرته أو أقرب الناس إليه، بل قد يعجز عن الحركة ولا يتمكّن من بلع الطعام، بل ولا حتى التحكّم في التبول، فكيف يكون المريض في تلك المرحلة الصعبة؟ وكيف يمكن التعامل معه خلالها؟
آخر مراحل مرض الزهايمر
تتراجع كافة وظائف الجسم مع بلوغ أصعب مراحل الزهايمر، وهي المرحلة الأخيرة منه، التي تُعرَف أيضًا ب"مرحلة الخرف الشديد"، والتي يُعانِي خلالها المريض:
1. فقدان الذاكرة الشديد وعدم التعرّف على الأسرة
عادةً ما يكون فقدان الذاكرة شديدًا جدًا في المراحل الأخيرة من مرض ألزهايمر، فقد لا يتمكّن المريض من التعرّف على أفراد أسرته أو الأشخاص الذين يراهم بانتظام، كما قد لا يتعرّف على الأشياء اليومية التي كانت مألوفة له في السابق.
بل قد يظنّ أنّه يعيش في وقت من ماضيه وقد يبحث عن شخصٍ أو شيءٍ من ذلك الوقت، لكن حتى لو كان المريض يُعانِي فقدانًا شديدًا للذاكرة، فقد يظل قادرًا على الاستجابة للمؤثّرات، مثل الموسيقى أو الرائحة أو اللمس.
لذلك من المهم أن يستمر من يرعون المريض في الاعتناء به والتحدّث إليه، حتى لو لم يفهم كلامهم أو لم يمكنه الرد أو الاستجابة.
2. مشكلات التواصل
عادةً ما يكون المصاب بمرض الزهايمر الشديد أقل قدرة على فهم ما يحدث حوله وما يُقال له، فقد يكون من الصعب أن يتواصل مع حوله شفهيًا، بل ربّما يفقد القدرة على الكلام تدريجيًا، أو يكرِّر بعض الكلمات أو يصرخ من وقت لآخر.
وقد يحتفظ بعض المرضى بقدرتهم على الفهم والتعبير عن مشاعرهم لفترة طويلة حتى لو لم يُعد بإمكانهم التحدث، وعمومًا يجب على أفراد الأسرة الاستمرار في التحدث إلى الشخص كالمعتاد حتى لو كانوا يعتقدون أنّه لن يفهمهم.
3. فقدان القدرة على الحركة
يفقد العديد من مرضى ألزهايمر قدرهم على الوقوف والمشي تدريجيًا، ما يؤثر في قدرتهم على أداء المهام اليومية دون مساعدة الآخرين.
ومن العلامات الأولى لذلك عدم قدرة المريض على الوقوف من جلوسٍ على كرسي أو سرير، أو ربّما يبدأ المشي بغير ثبات أو توازن، كما قد يكون بطيئًا أحيانًا أو عُرضةً للاصطدام بالأشياء، أو حتى أن يسقط.
ويظلّ بعض مرضى ألزهايمر ماكثين في سرير أو كرسي، وفي تلك الحالة ينبغي للأهل أن يسألوا اختصاصيًا صحيًا عن المعدات المتخصصة المناسبة للمريض، وأن يُوضِّح لهم كيفية نقل المريض دون أن يُسبِّبوا له أو لهم مشكلات.
4. صعوبة الأكل وخسارة الوزن
قد يفقد مريض ألزهايمر في المراحل الأخيرة الكثيرة من الوزن، فقد ينسى كيفية تناول الطعام أو الشراب، أو قد لا يتعرّف على الطعام الذي يُقدّم له، وربّما يُعانِي بعض المرضى صعوبة البلع، فلا يكونون قادرين على بلع الطعام بطريقةٍ صحيحة.
لذا ينبغي تقديم القليل من الطعام الذي يسهل بلعه لمريض الزهايمر الذي يُعانِي تلك المشكلات، كما يُفضّل تضمين المكملات الغذائية في روتينهم اليومي.
الزهايمر والتبول اللاإرادي
كذك يفقد كثير من المرضى السيطرة على المثانة والأمعاء في أصعب مراحل الزهايمر، ومِنْ ثَمّ لا يستطيع التحكّم في التبوّل أو البراز، بما يؤدي إلى سلس البول أو البراز.
وهذا قد يحدث طوال الوقت أو معظمه، أو بشكلٍ عرَضي من وقتٍ لآخر، ويرجع السبب في التبول اللاإرادي عند مرضى ألزهايمر إلى أنّ الدماغ لم يعُد قادرًا على إرسال واستقبال الإشارات اللازمة للتحكّم في المثانة البولية.
لكن هذا ليس السبب الوحيد، بل قد تكون هناك أسباب أخرى، مثل:
- عدوى الجهاز البولي.
- الإمساك الشديد.
- مشكلات البروستاتا.
- أثر جانبي لتناول بعض الأدوية.
- نسيان كيف يمكن الذهاب إلى المرحاض.
- عدم انتباه المريض إلى أنّه بحاجةٍ إلى الذهاب إلى المرحاض.
تصرفات مريض ألزهايمر
لا تكون تصرّفات مريض ألزهايمر طبيعية أو معتادة في المراحل الأخيرة من المرض، بل قد يتغيّر سلوكه على النحو التالي:
1. الاهتياج في آخر اليوم
قد يُصبِح بعض المصابين بمرض ألزهايمر أكثر هياجًا وارتباكًا من بعد الظهر وحتى في المساء، ومِنْ ثَمّ فقد يكونون حاجةٍ إلى الدعم في هذا الوقت من اليوم.
2. الضجر
يشعر بعض مرضى ألزهايمر بالضجر لرغبتهم في الحركة وزيادة نشاطهم البدني، وقد يتغيّر ذلك الضجر إلى هدوء إذا ساعدهم أحد على المشي في أوقات مختلفة طوال اليوم، أو حتى القيام بتمارين بسيطة، بل إنّ قدرة المريض على هزّ نفسه على كرسيٍ هزّاز يمكن أن تساعد أيضًا.
3. سلوك عدواني
قد يتفاعل المريض بعدوانية بالغة إذا شعر بأنّه مُهدّد أو أنّه لا يستطيع فهم ما يحدث من حوله، وغالبًا ما يتصرف هكذا بدافع الخوف، لذا حاول أن تُهدّئة وتطمئنه.
4. تكرار بعض السلوكيات
قد يتصرّف المريض أيضًا بممارسة بعض السلوكيات المتكررة، مثل التأرجح للخلف أو الأمام، أو النقر على شيء ما، أو استدعاء نفس الصوت أو الكلمة.
فإذا كان هادئًا، فإنّه قد يستخدم ذلك كنوع من أنواع الراحة بالنسبة له، لكن إن بدا متوترًا، فقد يكون تكرار الفعل دليل على الضيق وعدم الارتياح، فحاوِل أن تتحقّق من حاله، فقد يكون شاعرًا بسخونة أو برودة، أو ربّما يعاني بعض الألم، أو يشعر بالجوع، أو قد يكون بحاجةٍ إلى الذهاب إلى المرحاض أو غير ذلك.
بماذا يشعر مريض الزهايمر؟
قد يكون مريض ألزهايمر أكثر هياجًا وارتباكًا، كما قد يتصرّف بعدوانية مع الآخرين، كما قد يُعانِي بعض المرضى هلاوس وأوهام، فيرون أو يسمعون أو يشعرون بأشياء غير موجودة على الحقيقة، وفي تلك الحالة ينبغي محاولة تهدئتة وتشتيت انتباهه عمّا يظنّ أنّه يراه أو يسمعه.
كما يجب استشارة الطبيب في تلك الحالة لوصف الدواء المناسب للمريض لوقف هذه الهلاوس والأوهام.
نصائح للتعامل مع أصعب مراحل الزهايمر
مِمّا سبق يتضح أنّ مريض ألزهايمر يحتاج إلى عناية خاصّة في المراحل الأخيرة من مرض ألزهايمر، وقد تساعدك النصائح الآتية في التعامل معه:
- مساعدة المريض على الحركة من وقتٍ لآخر، خاصةً إذا كان مريض ألزهايمر عاجز عن الحركة.
- التغذية المناسبة للمريض بإعطائه كميات صغيرة من الطعام في المرة الواحدة، مع التأكّد من بلعه للطعام قبل إعطائه المزيد، ويُفضّل استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان المريض بحاجةٍ إلى مكملات غذائية أم لا.
- يُفضّل أن يكون الطعام مُقطّعًا إلى أجزاء صغيرة، أو مهروسًا، كما يُفضّل أن يتناول المريض طعامً ليّنًا، مثل الزبادي أو الموز أو البطاطا، خاصةً لو كان يواجِه صعوبة في بلع الطعام.
- مراقبة العلامات التي قد تظهر على المريض وتدلّ على حاجته إلى الذهاب إلى المرحاض، فقد لا يكون قادرًا على التعبير عن ذلك، وقد يتضح ذلك في قلقه أو سرعة انفعاله.



اترك تعليقا