علاج التهاب الحلق في المنزل ومتى تحتاج إلى مضاد حيوي بالفعل؟
كثيرًا ما تشعر بألم وحكّة في الحلق مع نزلات البرد، لكن الحقيقة أنّ التهاب الحلق قد يحدث لأسباب أخرى كثيرة، مثل الحساسية أو ارتجاع المريء أو حتى الإفراط في استخدام الصوت، ولكلّ سببٍ طريقة علاجية تناسِبه، فمثلًا المضادات الحيوية تعالِج العدوى البكتيرية ولا تعالِج الفيروسات.
والحساسية لها أدوية تخفّف أعراضها، لذلك كيف يمكن علاج التهاب الحلق مع اختلاف أسبابه؟ وما أفضل دواء لتخفيف التهاب الحلق؟
ما هو التهاب الحلق؟
إحساس بألم وحكّة في الجزء الخلفي من الحلق، بسبب التهاب الأنسجة المُبطِّنة للحلق، وربّما تشعر بألمٍ أيضًا مع البلع أو التحدّث.
وينقسم التهاب الحلق إلى:
-
التهاب الحلق الحاد: يستمر 3 - 10 أيام، وهو أغلب حالات التهاب الحلق.
-
التهاب الحلق المُزمن: يستمر لأكثر من 10 أيام (عادةً عدّة أسابيع)، أو يستمرّ في العودة بعد التحسّن.
أسباب التهاب الحلق وأعراضه
تختلف أسباب التهاب الحلق من شخصٍ لآخر، كما قد تختلف بعض الأعراض المصاحبة لالتهاب الحلق، تبعًا للسبب، وفيما يلي أهم أسباب التهاب الحلق:
1. العدوى الفيروسية
الفيروسات هي السبب الرئيسي لالتهاب الحلق؛ إذ إنّ 50 - 80% من حالات التهاب الحلق لدى البالغين، ناتجة عن فيروسات، مثل:
-
فيروسات الأنف.
-
الإنفلونزا.
-
الفيروس الغدّي.
-
فيروس كورونا.
-
كوفيد-19.
-
فيروس إبشتاين بار.
وقد تسبّب الفيروسات أعراضًأ أخرى تشبِه أعراض البرد، بما في ذلك الحمى واحتقان الأنف والسعال، ومع ذلك، فقد يكون التهاب الحلق هو العرض الرئيسي أو الوحيد في بعض الأحيان، وعادةً ما تختفي الأعراض في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
2. العدوى البكتيرية
كذلك قد يحدث التهاب الحلق بسبب عدوى بكتيرية، وغالبًا ما تسبّب هذه العدوى الحمى، كما يمكِن أن تؤدِّي إلى مضاعفات أخرى، يمكن أن تسبّب التهاب الحلق، مثل الخرّاج أو القرح أو التهابات الغدد الليمفاوية.
ويمكن علاج التهاب الحلق الناجم عن عدوى بكتيرية بتناول المضاد الحيوي المناسب لتخفيف الأعراض.
3. التهاب الحلق بالعقديات
نحو 10% من التهاب الحلق لدى البالغين و30% من الأطفال ناجِم عن التهاب الحلق بالعقديات، وقد تكون مصحوبة بأعراض أخرى، مثل الحمى.
لكن إذا كُنت تعانِي التهاب الحلق دون أي أعراض أخرى، فمن غير المُرجّح أن تكون مُصابًا بالتهاب الحلق العقديات.
ويحدث التهاب الحلق ذلك بسبب بكتيريا المجموعة أ العقدية (Group A Streptococcus)، وتضمّ الأعراض الشائعة:
-
التهاب الحلق.
-
الحمى.
-
تورّم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
-
احمرار داخل الحلق.
-
صديد مرئي أو بقع بيضاء على اللوزتين.
ويُشخّص التهاب الحلق بالعقديات عن طريق مسحة الحلق، لاختبار البكتيريا المُسبّبة له، ثُمّ يصِف الطبيب المضاد الحيوي المناسِب.
ويُعدّ التهاب الحلق بالعقديات سهل الانتقال، فحتى لو كُنت مصابًا بالتهاب الحلق دون حمى، فإنّك تكون مُعدِيًا جدًا لغيرك حتى 24 - 48 ساعة بعد بدء تناول المضادات الحيوية.
4. الحساسية
يمكن أن تؤدي الحساسية أيضًا إلى التهاب الحلق، فمثلًا الحساسية الموسمية لأشياء، مثل حبوب اللقاح، قد تفضِي إلى تهيج الأنف والحلق.
ولا يوجَد علاج جذْري لالتهاب الحلق الناتج عن الحساسية، بل بدلًا من ذلك، يتمثّل العلاج في التحكّم في استجابة الجسم للحساسية لمنع الأعراض، مثل سيلان الأنف أو احتقان الحلق، ومِنْ ثمّ فقد تُوصَف في تلك الحالات مضادات الهيستامين وأدوية الحساسية من أجل علاج التهاب الحلق.
5. ارتجاع المريء
بعيدًا عن الحساسية والعدوى، فإنّ ارتجاع المريء يمكِن أن يتسبّب في التهاب الحلق، خاصةً في الحالات الشديدة أو المزمنة؛ إذ ترتفع الأحماض الموجودة في المعدة إلى المريء، وتهيّج بطانة الحلق.
ويكون علاج التهاب الحلق هنا من خلال التغييرات الغذائية، وتناول الأدوية التي تتحكّم في إفراز المعدة للحمض أو أدوية ارتجاع المريء.
6. المهيّجات البيئية
بالإضافة إلى المواد المُسبّّبة للحساسية، هناك أشياء أخرى يمكن أن تستنشقها وتهيّج حلقك، بما يسبّب ألمًا أو التهابًا، مثل تلوث الهواء والدخان والمواد الكيميائية الأخرى.
وإذا كُنت تعيش في منطقة معرضة لدحان الحرائق مثلًا أو ملوّثات الهواء الأخرى، ففكِّر في تشغيل جهاز تنقية الهواء وإبقاء النوافذ مغلقة إن أمكن، خاصةً في الأيام التي تكون فيها جودة الهواء غير جيدة.
7. نمط المعيشة
قد يلتهب الحلق بسبب أنماط التحدث أو حتى التنفّس، مثل:
-
الإفراط في استخدام الصوت: كما تُرهَق عضلاتك، فإنّ التحدّث أو الغناء لفترات طويلة من الوقت، يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأنسجة الموجودة في الحلق، وفي تلك الحالة، يُوصَى بالراحة لمدة 10 دقائق بعد كل 60 دقيقة من التحدّث، لتجنّب ألم الحلق.
-
التنفّس عن طريق الفم: يرتبط بكثيرٍ من المشكلات الصحية، ولكنّ التأثير المباشر والأسرع هو التهاب الحلق أو جفاف الفم، ومِنْ ثمّ ينبغي تجنّب التنفس عبر الفم، وتنظيف الممرات الأنفية باستخدام محلول ملحي في حالة احتقان أو انسداد الأنف.
8. سرطان الحلق
رغم نُدرته، فإنّ التهاب الحلق الذي لا يزول هو أحد أعراض سرطان الحلق، ومع ذلك غالبًا ما يكون التهاب أو ألم الحلق مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل:
-
مشكلات البلع.
-
ألم الأذن.
-
تغييرات الصوت.
-
نزيف الأنف.
-
السعال المزمن.
-
فقدان الوزن.
-
تورّم العين أو الفك أو الحلق أو الرقبة.
وسرطان الحلق أكثر شيوعًا عند بعض الأشخاص، كما في حالة:
-
التدخين أو استخدام أي نوع من منتجات التبغ.
-
شُرب كميات زائدة من الكحول.
-
الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
-
عدم الاهتمام بنظافة الفم.
-
الإصابة بفيروس إبشتاين بار.
-
نقص بعض الفيتامينات أو اتباع نظام غذائي غير صحيّ.
علاج التهاب الحلق
يعتمد علاج احتقان الحلق على السبب الدقيق وراءه، فمثلًا في حالة التهاب الحلق الناجم عن عدوى فيروسية، فإنّها تختفي تلقائيًا خلال أسبوع، وخلال هذه الفترة قد يصِف الطبيب أدوية لتخفيف التهاب الحلق، مثل:
-
الباراسيتامول، مُسكّن الألم.
-
إيبوبروفين، مُسكّن للآلام ومُعالِج للالتهابات.
-
أقراص استحلاب للحلق.
-
بخاخ التهاب الحلق، الذي يحتوي على مُطهِّر مُخدِّر، مثل الفينول، أو مكوّن مبرّد، مثل المنثول أو الأوكالبتوس.
أمّا الخيارات العلاجية التي تختلف تبعًا لسبب التهاب الحلق، فتشمل:
1. المضادات الحيوية
تُوصَف المضادات الحيوية فقط لعلاج العدوى البكتيرية المُسبِّبة لالتهاب الحلق، وغالبًا لا يحتاج معظم المرضى تناولها لأكثر من 10 أيام.
2. مضادات الهيستامين (أدوية الحساسية)
تُوصَف هذه الأدوية لتخفيف أعراض الحساسية، التي قد يكون منها التهاب الحلق.
3. أدوية ارتجاع المريء
أمّا إذا كان التهاب الحلق ناجمًا عن ارتجاع المريء، فقد يصف الطبيب أدوية لارتجاع المريء، مثل:
-
مضادات الحموضة، التي تعادِل حمض المعدة.
-
حاصرات الهيستامين H2، مثل فاموتيدين، التي تقلّل إنتاج حمض المعدة.
-
مثبّطات مضخة البروتون، مثل أوميبرازول، التي تحجب إنتاج حمض المعدة.
هل يحتاج علاج التهاب الحلق إلى مضاد حيوي؟
تعالِج المضادات الحيوية العدوى البكتيرية، ولا تعالِج العدوى الفيروسية، لذا يتوقّف استخدام المضادات الحيوية على التشخيص أولًا من قِبل الطبيب بأنّ التهاب الحلق ناجم عن عدوى بكتيرية.
ويساعد العلاج بالمضادات الحيوية في تلك الحالة على الوقاية من مضاعفات أشدّ خطورة، مثل التهاب الشعب الهوائية والحمى الروماتيزمية.
كما يمكن للمضادات الحيوية تقليل ألم الحلق في حوالي يوم واحد، كما تخفض خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية بأكثر من الثلثين.
ويجب التزام مدة العلاج بالمضادات الحيوية تبعًا لوصْف الطبيب، لأنّ التوقف عن تناوله في وقت مبكرًا جدًا، قد يؤدي إلى بقاء بعض البكتيريا على قيْد الحياة.
ما هو أفضل دواء لعلاج التهاب الحلق؟
1. ستربسلز بالعسل والليمون

ستربسلز بالعسل والليمون أقراص استحلاب ملطفة، تساعد على تخفيف الألم المصاحب لالتهاب الحلق أو الحنجرة.
2. ستربسلز منثول

ستربسلز منثول أقراص استحلاب ملطفة، تساعد على تخفيف الألم المصاحب لالتهاب الحلق أو الحنجرة.
3. فيكس فابودروبس منثول مع برتقال

فيكس فابودروبس منثول مع برتقال 36 قرص، لتخفيف التهاب الحلق والسعال والزكام، فهي أقراص استحلاب بمكونات طبيعية لتخفيف هذه الأعراض.
4. تلفاست 120 مجم

يحتوي دواء تلفاست على المادة الفعالة "فيكسوفينادين" أحد مضادات الهيستامين، التي تساعد في تخفيف أعراض الحساسية من خلال تقليل عمل الهيستامين، ومِن ثمّ يعالِج التهاب الحلق الناجِم عن الحساسية.
5. بيتاسبت مضمضة للفم

بيتاسبت غسول الفم يحتوي على بوفيدون اليود المُطهِّر للفم، إذ يساعد في التخلص من البكتيريا الضارة في الفم، وتخفيف احتقان الحلق، وتحسين رائحة النّفَس.
6. بانادول كولد اند فلو استنشاق البخار

بانادول كولد اند فلو استنشاق البخار، يساعد على تسكين الآلام وتخفيف أعراض نزلات البرد، بما في ذلك احتقان الحلق، كما يخفّف احتقان الأنف.
7. فلوشيلد 1000 جاميسون

فلوشيلد 1000 جاميسون هو أحد المكملات الغذائية من شركة جاميسون، وهو يحتوي على مستخلص نبات الإكيناسيا (Echinacea) بتركيز 1000 ملجم لكل كبسولة، ويستخدم كمكمل غذائي لتخفيف أعراض نزلات البرد، مثل احتقان الحلق، ويعمل أيضًا كمنشط طبيعي للمناعة.
علاج التهاب الحلق في المنزل
ثمّة عديد الطرق التي يمكن الاستفادة منها في تخفيف التهاب الحلق بالمنزل، وهي ليست بديلًا عن الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب، وذلك مثل:
1. الغرغرة بالماء المالح
تساعد الغرغرة بالماء المالح الدافئ على تهدئة التهاب الحلق، وتقليل الإفرازات والبكتيريا الموجودة في الحلق، وحسب الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، يجب على المصابين بالتهاب الحلق الغرغرة بالمياه المالحة مرة واحدة على الأقل في الساعة.
2. شاي البابونج
يتمتّع شاي البابونج بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، وقد يساعد على تخفيف التهاب الحلق، كما قد يحفّز جهاز المناعة لمساعدة جسمك على علاج العدوى المُسبِّبة لالتهاب الحلق.
3. النعناع
لا يُنعِش النعناع تنفسك فحسب، بل له خصائص مضادة للالتهابات، وكذلك البكتيريا والفيروسات، كما يحتوي على المنثول، الذي يخفف المخاط ويهدئ التهاب الحلق والسعال.
4. جذر المارشملو
يحتوي جذر المارشملو (الخطمي) على مادة تشبه المخاط، تهدئ التهاب الحلق، كما قد يكون مفيدًا في علاج تهيجات الجهاز التنفسي.
5. البخار أو الرطوبة
الهواء الجاف قد يزيد التهاب الحلق، بينما قد تساعد الرطوبة على العكس، ومِنْ ثمّ فاستنشاق البخار يمكن أن يساعد على تخفيف التهاب الحلق، وذلك من خلال:
-
أضِف الماء المغلي إلى وعاء.
-
ضع منشفة على رأسك وتنفّس بشكل طبيعي بما يسمح للبخار بالدخول عبر فمك وأنفك.
-
افعل ذلك لمدة 10 - 15 دقيقة.
6. الراحة
ليس الأمر مرهونًا بأدوية علاج التهاب الحلق أو الطرق المنزلية السابقة، بل الراحة ضرورية وعلى رأسها الحصول على قسطٍ كاف من النوم، لأنّ فقدان النوم الشديد، حتى لليلة واحدة، يمكن أن يزيد البروتينات الالتهابية.
كما يجب إراحة صوتك أيضًا، بتجّب التحدث بصوتٍ عال أو الغناء أو الصراخ، لأنّ ذلك قد يزيد تهيّج حلقك.



اترك تعليقا