أعراض التهاب الكلى عند النساء والرجال وطرق التشخيص والعلاج
لا تُنقِّي الكلى الدم من الفضلات فحسب، بل لها وظائف أكبر من ذلك، فهي تحافظ على توازن السوائل والمعادن في الجسم، ولا تكلّ أو تملّ عن أداء وظيفتها ولو للحظة.
لذلك فإنّ إصابة الكلى بأي مشكلة، قد يؤثِّر ليس فقط في قدرتها على تنقية الدم، بل أيضًا في توازن السوائل والمعادن، والكلى مثل أي عضو في الجسم، مُعرّضة للالتهاب، لكنّه التهاب مُختلِف عن الالتهابات المُعتادة في أنسجة الجسم الأخرى، فما أعراض التهاب الكلى؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه واستعادة كفاءة الكلى؟
ما هو التهاب الكلى؟
التهاب الكلية هو مرض ينشأ عندما تصبِح أجزاء من الكلى ملتهبة أو متورّمة؛ إذ يمنع هذا الالتهاب الكلى من العمل بشكلٍ صحيح، لتنقية الدم من الفضلات.
وقد يحدث التهاب الكلية بسبب العدوى أو أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة، أو الاضطرابات الوراثية أو غيرها من المشكلات.
أنواع التهاب الكلى
قد يحدث التهاب الكلية فجأة ويستمرّ لفترة قصيرة، وهذا يُعرَف بـ"التهاب الكلية الحاد". أمّا الذي يحدث ببطء، ويستمرّ لفترة طويلة، ويزداد سوءًا بمرور الوقت، فيُعرَف بـ"التهاب الكلية المُزمن". ويُعدّ التهاب الكلية الحاد أكثر شيوعًا من التهاب الكلية المُزمن.
وثمّة أنواع عديدة لالتهاب الكلى، مثل:
-
التهاب كُبيبات الكلى (Glomerulonephritis): يحدث عندما يتضرّر جزء من الكليتين، المسؤول عن تصفية النفايات والسوائل من الدم، ويُسمَّى الكُبيبات.
-
التهاب الكلى الخلالي (Interstitial nephritis): يحدث عندما تتورّم الفراغات بين الأنابيب الكلوية، التي تتحكّم في كيفية إعادة امتصاص الكلى للمواد المهمة والتخلّص من الفضلات.
-
التهاب الحويضة والكلى (Pyonephritis): يحدث عندما تنتقل عدوى المثانة إلى الكليتين، وعادةً ما تكون البكتيريا هي السبب في هذا النوع من الالتهاب.
-
التهاب الكلية الذئبي (Lupus nephritis): الذئبة من أمراض المناعة الذاتية؛ وقد يهاجِم الجهاز المناعي خطأً الكلى، ، مما قد يُسبّب أعراضًا، مثل البول الرغوي، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تورّم الساقين والكاحلين والقدمين.
-
التهاب الكلية الوراثي (متلازمة ألبورت): تنتقل متلازمة ألبورت في الجينات، وعادةً ما تكون أكثر خطورة عند الرجال، ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي، فضلًا عن مشكلات الرؤية والسمع.
-
اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي A (IGA nephropathy): أحد الأشكال الشائعة لالتهاب الكلية، ويحدث عندما تتراكم رواسب الأجسام المضادة IgA في الكلى وتُسبّب الالتهاب، ويمكن علاج هذه الحالات باستخدام أدوية ضغط الدم.
أسباب التهاب الكلى
ثمّة عديد من الأسباب وراء التهاب الكلى، وفي بعض الأحيان قد لا يكون السبب واضحًا، لكن من الأسباب المحتملة لحدوث التهاب الكلى:
-
رد فعل تحسسي تجاه دواءٍ ما.
-
اضطرابات المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة.
-
العدوى البكتيرية، التي تبدأ في المثانة.
-
ارتفاع مستويات الكالسيوم أو حمض اليوريك في الدم.
-
حصى الكلى.
-
استخدام بعض الأدوية لفترة طويلة، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو المضادات الحيوية.
-
انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم.
-
جراحات الجهاز البولي.
كذلك قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بمرض الكلى، مثل:
-
تاريخ عائلي بالإصابة بمرض الكلى.
-
ارتفاع ضغط الدم.
-
مرض السكري.
-
السمنة.
-
مرض القلب.
-
بلوغ 60 عامًا من العُمر أو أكثر.
أعراض التهاب الكلى
تختلف أعراض التهاب الكلى باختلاف نوعها وسببها، ولا تختلف أعراض التهاب الكلى اليمنى عن اليسرى، وعمومًا قد تضم بعض الأعراض ما يلي:
-
تغيّر لون البول.
-
نزول دم مع البول.
-
بول رغوي.
-
تورّم في بعض مناطق الجسم، خاصةً اليدين أو القدمين أو الكاحلين أو الوجه.
-
الحمى.
-
ارتفاع ضغط الدم.
-
ألم أو حرقة في أثناء التبول.
-
طفح جلدي.
-
الغثيان.
-
زيادة الوزن بسبب تراكُم السوائل في الجسم.
مضاعفات التهاب الكلى
لا يتوقّف الأمر على مجرد نزول دم في البول أو ظهور أعراض التهاب الكلى، بل قد يؤدِّي إهمال العلاج إلى حدوث بعض المضاعفات، مثل:
-
مرض الكلى المزمن.
-
الفشل الكلوي.
-
ارتفاع ضغط الدم.
-
المتلازمة الكلويّة، التي تتضمّن وجود بروتين في البول.
-
الحماض الأيضي، الناتِج عن ارتفاع مستويات الأحماض في الجسم.
تشخيص التهاب الكلى
أحيانًا لا تظهر أعراض التهاب الكلى عند بعض الناس، ويُشخّص خلال الفحوصات البدنية الروتينية أو خلال إجراء اختبار لمشكلات أخرى.
أمّا في حالة وجود أعراض، فسيفحص الطبيب جسم المريض، ويتحدّث معه عن التاريخ الصحي، ويطلب إجراء اختبارات الدم والبول لتشخيص التهاب الكلى.
ومن أمثلة الاختبارات المُستخدَمة في تشخيص التهاب الكلى:
اختبارات الدم
-
نيتروجين اليوريا في الدم: يُهِر مدى نجاح الكليتين في تصفية نيتروجين اليوريا من الدم، وهو أحد الفضلات الموجودة فيه.
-
مُعدّل التشريح الكُبيبي المُقدّر (estimated GFR): يُوضِّح مدى كفاءة عمل الكليتين، بناءً على عُمرك ومستوى الكرياتينين والجنس.
-
الكرياتينين في الدم: يظهِر مدى قدرة الكلى على تصفية الكرياتينين، وهو أيضًا أحد الفضلات الموجودة في الدم.
اختبارات البول
-
نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول: يبحث عن مستويات عالية من بروتين الألبومين في البول، الذي يدلّ على وجود مشكلة في الكلى.
-
إنتاج البول: يُحدِّد كمية البول التي تُخرِجها الكلى كل يوم، ما يوضِّح مدى كفاءتها.
-
نسبة البروتين إلى الكرياتينين في البول: يبحث عن مستويات البروتين العالية عمومًا وليس الألبومين فقط، في البول.
اختبارات أخرى
-
التصوير المقطعي المحوسب: اختبار يُنشِئ صورًا لأعضاء الجسم الداخلية، ومنها الكلى والجهاز البولي.
-
خزعة الكلى: إجراء يتضمّن أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكلى، لفحصها تحت المجهر، للتحقّق من وجود علامات مرض الكلى، ويُستخدَم هذا الاختبار لتأكيد تشخيص التهاب الكلى.
-
الموجات فوق الصوتية: تُساعِد على كشف مشكلات الكلى بإنشاء صورٍ مُعيّنة، يطّلع عليها الطبيب.
علاج التهاب الكلى
تختلف طريقة علاج التهاب الكلى، بناءً على نوعه أو سببه، وفيما يلي بعض الطرق الفاعلة في علاج التهاب الكلى:
1. التغييرات الغذائية
قد لا تكون تغييرات النظام الغذائي وحدها كافية لعلاج التهاب الكلى، ولكن يُمكِن أن يُسهِم تقليل كمية الملح والسوائل والبروتين التي تتناولها في عمل الكليتين بشكلٍ أفضل. لذلك قد يحِيلك طبيبك إلى اختصاصي التغذية، لإجراء تغييرات غذائية مناسبة لدعم صحة الكلى.
2. الأدوية
تبعًا لسبب التهاب الكلى، قد يصف الطبيب دواءً مناسبًا لعلاج التهاب الكلى، مثل:
-
أدوية تخفيف الالتهابات.
-
أدوية ضغط الدم المرتفع.
-
الأدوية المثبّطة للمناعة (في حالة التهاب الكلى الناتِج عن مرض مناعي ذاتي).
-
مضادات حيوية، لعلاج العدوى البكتيرية، كما في حالة التهاب الحويضة والكلى.
وإذا كان الدواء مُسبِّبًا لالتهاب الكلى، فقد يُغيِّر الطبيب الدواء الموصوف أو يعدّل جرعته بما لا يضرّ الكلى.
3. الغسيل الكلوي
إذا تسبّب التهاب الكلية في توقف الكليتين عن العمل بشكلٍ صحيح، فقد يُوصِي الطبيب بغسيل الكلى. ويحتاج معظم الأشخاص إلى غسيل الكلى لفترة وجيزة بينما تتعافى وظائف الكلى لديهم.
ومع ذلك، يحتاج غيرهم ممن يعانُون الفشل الكلوي -الذي هو من مضاعفات التهاب الكلى- إلى الغسيل الكلوي لفترة طويلة، أو ربّما زراعة الكلى في نهاية المطاف.
نصائح للوقاية من مرض الكلى
يمكِن تقليل احتمالية الإصابة بأمراض الكلى باتّباع بعض النصائح، مثل:
-
الفحص الدوري باختبارات وظائف الكلى، فهذا يساعد على رصد أي مشكلات بالكلى مبكرًا قبل أن تتفاقم.
-
السيطرة على ضغط الدم، بتناول الأدوية المناسبة، وتقليل تناول الأملاح، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
-
التحكّم في مستويات السكر في الدم، بتقليل تناول السكريات، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول أدوية السكر الموصوفة من قبل الطبيب.
-
الاعتماد على نظامٍ غذائي صحي للتغذية، مثل رجيم داش أو حمية البحر الأبيض المتوسط.
-
الإقلاع عن التدخين في أقرب وقتٍ ممكن.
-
عدم الإفراط في تناول الأدوية، خاصةً المُسكّنات من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين.



اترك تعليقا