أفضل أدوية علاج الصداع النصفي وكيف تحمي نفسك منه؟

في نهاية يوم مرهق، قد تبدأ بالشعور بألمٍ نابض يغطِّي نصف الرأس تقريبًا، وربّما يسبق هذا الألم انزعاج غير معتاد تجاه أضواء أو أصوات أو روائح مُعيّنة، فهكذا تبدأ نوبة الصداع النصفي غالبًا، التي قد تستمر بضع ساعات قبل أن تنتهي، لكن من الممكن علاج الصداع النصفي بالعديد من الأدوية، فما أفضل الأدوية التي تعالِج الصداع النصفي؟ وكيف تحمي نفسك من تكرر نوبات الصداع النصفي مستقبلًا؟

أسباب الصداع النصفي

لم يتعرّف الباحثون إلى سبب الصداع النصفي بدقة، لكنّهم يعتقدون أنّ مزيجًا من العوامل الوراثية والهرمونات ونشاط الدماغ غير المنتظم، تُسهِم جميعها في الصداع النصفي.

حيث تؤثر هذه العوامل في الإشارات العصبية والمواد الكيميائية والأوعية الدموية في الدماغ، كما تُعدّ السيدات أكثر عرضةً للإصابة بالصداع النصفي بثلاث إلى أربع مرات من الرجال.

وغالبًا ما يحدث الصداع النصفي بسبب محفِّز مُعيّن، مثل أطعمة معينة أو تغييرات في البيئة أو غير ذلك، وفيما يلي أهم محفّزات الصداع النصفي:

• الأضواء الساطعة.
• الحرارة الشديدة أو غيرها من الظروف الجويّة القاسية.
• الجفاف.
• التغيرات الهرمونية لدى السيدات، مثل تقلبات هرمون الاستروجين والبروجستيرون في أثناء الحيض أو الحمل أوسن اليأس.
• التوتر الشديد.
• الأضواء الصاخبة.
• النشاط البدني الشديد.
• تفويت الوجبات.
• تغيّرات في أنماط النوم.
• أطعمة مُعيّنة.
• تناول أدوية معينة، مثل حبوب منع الحمل أو النيتروجلسرين.

أعراض الصداع النصفي

يمرُّ الصداع النصفي ببعض المراحل، وتضمّ أعراض كل مرحلة للصداع النصفي:

1. مقدِّمة الصداع النصفي

قبل ساعات أو أيام من الصداع، يلاحظ حوالي 60% من المصابين بالصداع النصفي أعراضًا، مثل:

• الحساسية للضوء أو الصوت أو الرائحة، متمثلًا في شعور بعدم الارتياح أو حتى الألم، عند مستويات الضوء والصوت التي لا تزعجك عادةً.
• التعب دون سبب معروف، كما قد تتثاءب كثيرًا أيضًا.
• الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو انخفاض الشهية، كما قد تزداد الشهية تجاه طعام معين، كالحلوى أو الشعور بالجوع بشكلٍ عام.
• تغيّرات في المزاج، مثل الانفعال أو الحزن.
• الشعور بالعطش والتبور بشكل متكرر.
• مشكلات هضمية، مثل الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال.

2. أورة الصداع النصفي

يعانِي ما يصل إلى 25% من الأشخاص بما يُسمّى "أورة" أو "هالة" قبل وقت قصير من بدء الصداع أو نفس وقت الصداع، وغالبًا ما تتعلّق بالبصر، وعادةً ما تبدأ تدريجيًا على مدى فترةٍ تتراوح من 5 - 20 دقيقة، وتستمر أقل من ساعة، ومن أعراض أورة الصداع النصفي:

• مشكلات الرؤية، مثل النقاط السوداء أو الخطوط المتموجة أو ومضات الضوء، أو الرؤية النفقية.
• وخز أو تنميل في الوجه أو اليدين أو الأطراف.
• صعوبة التحدث بوضوح.
• طنين الأذن.
• ضعف في جانب واحد من الوجه أو الجسم.

3. نوبة الصداع النصفي

تتميّز هذه المرحلة بألم في الرأس، وقد يكون هذا الألم:

• يبدأ خفيفًا ثُمّ يصبِح نابضًا.
• يزداد سوءًا في أثناء ممارسة نشاط بدني.
• يؤثِّر في جانب واحد من الرأس أو ينتقل من جانب إلى آخر، أو يكون في مقدِّمة الرأس، أو يؤثِّر في الرأس بالكامل.

وخلال الصداع، قد تعاني بعض الأعراض الأخرى، مثل:

• الإغماء والدوار.
• ألم أو تصلب في الرقبة.
• القلق أو الاكتئاب.
• سيلان الأنف.
• الحساسية للضوء أو الضوضاء أو الروائح.
• مشكلات النوم.

لكن إلى متى تستمر نوبة الصداع النصفي؟ 4 ساعات عادةً، لكن في الحالات الخطيرة، قد تستمر لأكثر من 3 أيام.

4. مرحلة ما بعد الصداع النصفي

بعد انتهاء نوبة الصداع، قد تستمر بعض الأعراض، وهذه المرحلة يمكن أن تستمر لمدة يوم بعد الصداع، ويعانيها نحو 80% من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي، مثل:

• الشعور بالتعب أو الإرهاق.
• الشعور بالسعادة أو الانتعاش بشكلٍ غير عادي.
• آلام أو ضعف العضلات.
• الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو قلة الشهية.
• مشكلات التركيز.

علاج الصداع النصفي

ثمّة العديد من الأدوية التي يمكِنها علاج الصداع النصفي، فمنها أدوية عامة لتسكين الألم، ومنها أدوية مُخصّصة للعمل على مسارات الألم المرتبطة بالصداع النصفي، وفيما يلي أهم طرق العلاج بالتفصيل:

1. المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية

تتوافر دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين، نابروكسين، الأسبرين، ويمكِن الحصول على هذه الأدوية لتسكين الآلام عمومًا، ومنها الصداع النصفي، لكن لا ينبغي استخدامها في بعض الحالات، مثل حساسية الأسبرين، أو الربو أو أمراض الكلى أو ارتجاع المريء.

كما قد يؤدي الاستخدام اليومي لهذه الأدوية إلى تفاقُم الصداع بسبب الإفراط في تناول الأدوية.

2. الإرجوتامين وقلويدات الإرغوت

يعمل هذا النوع من الأدوية على المسارات النشطة في الصداع النصفي، ومن أمثلته ديهيدروإرغوتامين، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان، ومِنْ ثمّ فقد يكون مفيدًا إلى جانب أدوية أخرى لمنع الغثيان.

3. التريبتان

أدوية مُخصّصة للصداع النصفي، وتتوافر منها العديد من الأنواع، وقد يشهد بعض المرضى تحسنًا ملحوظًا عند تناول هذه الأدوية في وقت مبكر عندما يكون الألم خفيفًا، لكنّه قد يسبّب آثارًا جانبية، مثل الوخز، أو النعاس أو الدفء.

4. مضادات مستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)

أيضًا من فئة الأدوية الخاصة بالصداع النصفي، وتعمل عن طريق استهداف بروتين، يُسمَّى الببتيد المرتبط بمستقبِلات الكالسيتونين، ويمكن استخدامه لمن لا يناسبهم أدوية التريبتان، وقد يسبِّب آثارًا جانبية، مثل الغثيان أو الإمساك أو التعب.

5. الديتانات

من أمثلتها دواء لاسميديتان، وهي تعمل بشكل مشابه لأدوية التريبتان، وقد يُسبِّب بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالتعب أو النعاس.

علاج الصداع النصفي من الصيدلية

تضم الأدوية التي يمكن تناولها لعلاج الصداع النصفي:

1. أدول

يُستخدم أدول 500 مجم لتسكين مختلف الآلام، ومنها الصداع والصداع النصفي، فهو مسكِّن عام للآلام وخافِض للحرارة.

2. بروفين

بروفين 400 مجم أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التي تساعد على تخفيف الالتهابات وتسكين مختلف الآلام، مثل الصداع النصفي.

3. نيوتراكينول

يحتوي نيوتراكينول 100 مجم على "يوبيكوينول"، الصورة النشطة من كو كيو 10، فهو مكمل غذائي يساعد على تخفيف مدة وشدّة أعراض الصداع النصفي، إلى جانب فوائده الأخرى للجسم، مثل تحسين الخصوبة والأداء الرياضي وغير ذلك.

4. ريلباكس

حبوب ريلباكس 40 مجم للصداع النصفي، تحتوي على مادة اليتريبتان، التي تساعد على تضييق الأوعية الدموية في الدماغ وتقليل تركيز المواد المسؤولة عن تحفيز أعراض الصداع النصفي.

5. ايمجران

يحتوي دواء ايمجران 50 مجم على المادة الفعالة سوماتريبتان، التي تعمل بنفس آلية دواء ريلباكس، بما يخفّف أعراض الصداع النصفي.

6. نيورتك

يحتوي دواء نورتيك 75 مجم على المادة الفعالة ريماجيبانت، التي تعد أحد مضادات الببتيد المرتبط بمستقبلات الكالسيتونين "CGRP"، التي تكون مستوياتها مرتفعة لدى المصابين بالصداع النصفي، بما يسهِم في تخفيف الأعراض في نهاية المطاف، كما يمكن أن يقلِّل عدد النوبات.

7. توباماكس

دواء توباماكس 25 مجم من الأدوية المضادة للصرع، كما يساعد على الوقاية من نوبات الصداع النصفي، لكن يجب استخدامه وفق توجيهات الطبيب بدقة.

كيف تحمي نفسك من نوبات الصداع النصفي؟

ختامًا؛ هذه بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من نوبات الصداع النصفي المزعجة:

• تناول الأدوية الواقية من الصداع النصفي، مثل بعض مضادات الصرع أو مضادات الببتيد المرتبط بمستقبلات الكالسيتونين أو مضادات الاكتئاب.
• تناول بعض المكملات الغذائية التي قد تساعد على الوقاية من الصداع النصفي، مثل المغنيسيوم، أو فيتامين ب2، أو كو كيو 10.
• الحفاظ على موعد نومٍ ثابت كل يوم، حتى في أيام العطلات.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكن دون إفراط، وإلّا فقد تحفّز الصداع النصفي.
• تناول الوجبات الغذائية بانتظام وعدم تفويت الوجبات.
• تقليل التوتر قدر المستطاع، من خلال تمشية قصيرة أو التنفس العميق أو غير ذلك.